المحتوى الرئيسى

كيف يغير الذكاء الاصطناعي من الشكل التقليدي للقطاع المصرفي

يلعب القطاع المصرفي دوراً هاماً في عالمنا المعاصر، حيث يعتمد الأفراد والشركات بشكل رئيسي على الخدمات التي تقدمها المؤسسات العاملة في هذا القطاع الحيوي. تسمح الحلول المصرفية، مثل الحسابات البنكية، بإجراء المعاملات اليومية دون الحاجة لحمل النقود، فيما ساعدت الخدمات المصرفية عبر الإنترنت في تسهيل ادخار الأموال وإجراء الاستثمارات وتحويل الأموال إلى حسابات أخرى، ناهيك عن دفع فواتير الخدمات التي تقدمها شركات خارجية.

عزز الذكاء الاصطناعي خلال الآونة الأخيرة مكانته في القطاع المصرفي، كما هو الحال في العديد من المجالات الأخرى. وتعتبر الاستعانة بتطبيقات الذكاء الاصطناعي واحدة من الاتجاهات التي تنمو باضطراد، حيث أظهرت دراسة حديثة أن نحو 31% من المؤسسات المالية تخطط لتطبيق استراتيجيات تنطوي على دمج تطبيقات الذكاء الاصطناعي ضمن نموذج الأعمال بحلول العام المقبل.

كما أظهرت هذه الدراسة أن 47% من المؤسسات المصرفية التي وصلت إلى مستوى متقدم في استخدام التقنيات الرقمية قد أدخلت بالفعل هذه التكنولوجيا الناشئة ضمن منظومة أدواتها التشغيلية. وفي دراسة أخرى، قالت 72% من الشركات التي استطلعت آرائهم أنهم يرون بلا شك مزايا جمة تستطيع أن تقدمها تقنيات الذكاء الاصطناعي لعالم الأعمال في جميع أرجاء المعمورة.

 

دور الذكاء الاصطناعي في القطاع المصرفي

في ظل الدور المحوري الذي يلعبه القطاع المصرفي في حياتنا بشكل عام، خصوصاً من زاوية إتاحة القدرة على إجراء المعاملات المصرفية، وادخار واستثمار الأموال، يحمل تطبيق الذكاء الاصطناعي آفاق واعدة للانتقال إلى عصر جديد نستطيع فيه الحصول على خدمات مصممة خصيصاً لتلبية احتياجاتنا الشخصية بشكل أفضل من أي وقت مضى.

يستطيع الذكاء الاصطناعي تحليل المتطلبات الفريدة لكل عميل، وبالتالي تقديم توصيات فردية وخيارات ملائمة للخدمات التي يعتمد عليها بشكل أكبر، وهو الأمر الذي يفتح الباب واسعاً أمام إحداث الذكاء الاصطناعي لثورة شاملة في التعاطي مع الخدمات المقدمة من القطاع المصرفي. كما أصبحت الأنظمة الذكية أكثر تطوراً في الوقت الحالي بحيث أتاحت للعميل القدرة على الوصول بسلاسة إلى البيانات التي تهمه على وجه الخصوص – فضلاً عن إمكانية تقديم اقتراحات مفيدة لمساعدته على توفير قدر أكبر من الأموال أو انتهاز فرصة استثمارية تلوح في الأفق بهدف تحقيق عائد أفضل.

إحدى المجالات الأخرى التي يساعد فيها الذكاء الاصطناعي على تطوير القطاع المصرفي هي خدمة العملاء – وعلى وجه التحديد تقديم الدعم الفني من خلال قنوات رقمية. على سبيل المثال، تساعد روبوتات الدردشة التفاعلية (Chatbots) في تبسيط حصول العملاء على إجابات فورية على أسئلتهم في أي وقت من اليوم، حتى في غير ساعات العمل الرسمية. يستطيع العميل بمجرد الدخول إلى أنظمة الدعم الرقمي طرح أسئلة على روبوت الدردشة والحصول على إجابات وافية – وتساعد تقنية الذكاء الاصطناعي هذه الروبوتات على مواصلة التعلم وتطبيق سيناريوهات مختلفة بحيث تضمن حل مشاكل العميل والإجابة على استفساراته بأفضل صورة ممكنة حتى في حالة عدم توافر العنصر البشري لتقديم النصح والإرشاد.

ويعتبر الأمان الإلكتروني هو الآخر واحد من الأوجه المتعددة التي يمكن أن يستفيد بها القطاع المصرفي من تطبيقات الذكاء الاصطناعي. تستطيع هذه التقنية التعرف على عادات العملاء ومن ثم رصد الأنشطة المشبوهة وتصنيفها كممارسات احتيالية، ثم الإبلاغ عنها من خلال بروتوكولات تستند إلى الذكاء الاصطناعي. كما تستخدم أجهزة المقاييس الحيوية (البيومترية) قوة الذكاء الاصطناعي لضمان التحقق من هوية العملاء عن طريق مطابقة بصماتهم أو مسح العين أو غيرها من الحلول التي تركز على الخصائص الفسيولوجية والسلوكية لكل عميل.

نتوقع أن يشهد العمل المصرفي طفرة هائلة خلال السنوات القليلة المقبلة في ظل تمدد تقنيات الذكاء الاصطناعي إلى جميع مفاصل هذا القطاع الحيوي. قدمت تقنيات الذكاء الاصطناعي مزايا جمة استفادت منها البنوك في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك منطقتنا العربية والتي يعتبر فيها بنك أبوظبي الأول مثالاً بارزاً على تطبيق هذه التكنولوجيا الناشئة في دولة الإمارات. يستطيع العملاء الآن الحصول على خدمات مصرفية قادرة على تلبية احتياجاتهم الفريدة وفي نفس الوقت الاطمئنان إلى سلامة بياناتهم الشخصية من خلال بروتوكولات التأمين المستندة إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي.

 

 

Comments

عاجل